
قصة قبل النوم للحب ، تزداد الأحداث اشتعالا بينما تواجه السيدة دانا أمر غريب، هذه اجمل قصة قبل النوم للحب سوف نتابع بقية الأحداث ، بين جدران ذاك الكوخ الرهيب الذي اتخذته دانا مكانا للهدوء.
قصة قبل النوم للحب الفصل الثاني من قصة حب في المنفى الفصل الثاني
انطفأت الأضواء وعمَّ المكان عتمة الليل بأصوات الماعزَّ التي فقدَّت البوصلة حين وجدَّت نفسها في ظلام دامس، لم تدري دانا ما ستفعله، صارت تتخبط الأواني و تلامس جِدار الكُوخَّ باحثة عن الفانوس ، كان قلبها ينبض بقوة و كأنها شعرَّت بخطورة الموقف، لكنها كانت عازمة على إيجاد حلَّ. في تلك الأثناء رنَّ جرّس هاتفها و أضاء ساحة الكوخ، خطفت هاتفها و هي تقول :
– مرحبًا من أنت ؟
في بادئ الأمر كان صوت المتصلة مألوفا لديها، لكن في لحظة شعرت بأن من تحدثها سيدة أخرى غير التي كانت تظنها، حين بدى لها بأنها صديقتها ايزابيل ولكن حين قالت المتصلة :
– لا تخافي ، إن من أطفأ الأنوار حُبَّ قديم، حُبَّ جعلك في هذه الحالة . شخص ظننتي أنه فارق الحياة لكنه يعيش بيننا و يبحث عنك مُنذَّ سنوات.
– بالله عليك من أنتِ ؟
قالتها دانا وهي تعتصر خوفًا بأطراف ترتعش و قلب يخفق بقوة وكأنه طبول حرَّب. ما كانت دانا بهذه القوة التي تسمح لها بتقبل هذه المواقف، فقد مرَّت عليها سنوات صعبة ، عاشّت ويلات الأسى و البعد، لكنها لم تكن تعلم بأن هُناك من يعرف قصتها، ويعرف سبب معاناتها. قالت المتصلة :
– أخرجي من هذا الكوخ وسوف تفهمي ما أقصده!
لكنها كانت خائفة لا تريد المخاطرة، حينها أغلقت المحادثة و طلبت النجدة على الفور. بعد لحظات وصلت سيارة الشرطة حيث قامت بإجراء تفتيش دقيق داخل منزلها دون العثور على شيء ، حينها قال الضابط :
– ما سبب طلبك النجدة؟
على موقع الموضوع اقرأ أيضاً: قصص عن الحب
– طلبت النجدة بعد أن حاول شخص ما الهجوم علي داخل الكوخ!
تلفت الضابط يمينًا ويساراً قبل أن يقول :
– المنزل ليس به أحد. ربما هرَّب أو يُخيل إليك!
قالت دانا و الخوف يغطي ملامح وجهها :
– صدقني هذا ليس خيال، بل شاهدت ظله يتحرك خلف النافذة، حتى أنه تحدث معي طالبًا مني الخروج للحديث معه!
– تحدث معك ؟ ماذا قال لك!
– فقط قال لي أخرجي حتى تفهمي ما أقصده!
نظرًا لسن السيدة دانا أمرَّ الضابط مُراقبة المنازل التي تحيط بمنزلها، ثم وعدها بأن ما جرى لن يتكررّ لأنه سوف يشرف على مراقبة منزلها لحمايتها من اللصوص. فقد كان سُكان البلدة يعرفون دانا جيدًا، نسبة للصلة القوية التي كانت تربطها بهم، على الرغم من أنها لم تمكث في هذا المنزل سوى عدة سنوات إلا أنها صارت محبوبة لديهم.
غادرت سيارة الشرطة، و شعرت دانا بالراحة و الأمان بعد حديث الضابط ، وقتئذٍ أغلقت باب الكوخ و تمددَّت على سريرها الخشبي تفكر بينها و بين نفسها محاولة تمييز الصوت الذي كان يحدثها، فقد أحسَّت بأنه صوت مألوف، صوت سمعتهُ في حياتها بل حتى ملامح المتحدث كانت قريبة لذاكرتها، هو ما جعلها تسهر الليل محاولة معرفة صاحب ذاك الصوت….
أعلنت الساعة الثانية صباحًا، وقتئذٍ سمعت ذاك الصوت يعود مجددًا، و كان هذه المرة قريبًا منها جدًا، نسبة لأنه جاء هذه المرَّة بالقُرَّب من نافذتها التي كانت تلاصق مرقدها، ما جعلها تجفل من نومها و تجلس منتصبةً وسط السرير و هي تهتف بصوتٍ فاتر متعب مرعوب :
– أنت ثانية ؟ ماذا تريد مني أيها الرجل، ليس لدي مال لكي اعطه لك!
لا تغادر قبل قراءة: حكايات عن العشق
– من قال بأنني أبحث عن المال يا دانا؟
أشعلت دانا ضوء الكوخ، ثم وقفت منتصبةً بجانب النافذة قبل أن تقول :
– لن أفتح لك الباب، إن كان لك حديث أخبرني به هُنا قبل أن أطلب النجدة!
ضحك الرجل ضحكةً باهتة و هو يقول :
– لم تكوني بهذه القسوة يا دانا ، كنتِ إمراءة جميلة فاتنة تحبين الجميع، لم أعتاد هذا العناد منك !
– هل أنت مريض يا رجل ؟ هل تعرفني من قبل؟ ماذا تريد مني !
صمت الرجل لحظات ثم تنهد تنهيدة عميقة وهو يقول :
– إن بحثتي في ذكرياتك فلن تجدي رجلًا أقرب إليك مني، لكن القدر هو من لعب لعبته وفرق بيننا، إلا أنني أمضيت كل هذه السنوات بحثًا عنك، خاصة عندما علمت بمغادرتك لاس بادو!
انفجرت دانا باكية حتى جثت على ركبتيها، و هي تردد بكلمات تخرج من فمها بصعوبة بالغة :
– لكنك تخليت عني في اسوأ اللحظات، كنت أحتاجك أكثر من نسمات الهواء ، كنت أشتاق إليك لكنك بعت حبي لك بحبك لنفسك، ماذا تريد مني الآن ؟
– نظرة واحدة تطفئ نار مشتعلة في دواخلي منذّ سنوات، أو عناق ينسيني الأيام الصعبة، أو كلمة تجعلني شابا كما كنت!
– لكن صوتك لم يتغيير !
قالتها و هي تسحب الخشبة الكبيرة التي تغلق بها باب الكوخ، لكن في تلك اللحظة بدر في ذهنها شيء ، هذا الشئ كأن شخص ما أخبرها بفعله، عندما تراجعت قليلا عن فتح الباب و نظرت عبر ثُقب صغير علی الباب كي تتأكد من شخصية الرجل، حينها شاهدت ما لم يكن في الحسبان، ما جعلها تغلق الباب بقوة و تصرخ و هي تطلب النجدة ، إلا أن الرجل قرر فعل حيلة آخرى في تلك الأثناء.
ترى ماذا حدث للسيدة دانا ، ومن هذا الشخص الذي يريد التحدث معها، هل هو شخص كانت تعرفه من قبل، أم هو لص اراد سرقة منزلها، للإجابة لهذه الأسئلة نتابع معكم الأحداث القادمة من قصة قبل النوم للحب وفصل جديد من قصة حب في المنفى