قصص جميلة ما قبل النوم قصة رسالة تحت الأنقاض الفصل الثاني
قصص جميلة ما قبل النوم الفصل الثاني
قصص جميلة ما قبل النوم ، قصتنا أخذت منحنى آخر ، بأحداث قصص جميلة ما قبل النوم ، سوف تجعلك تنجذب لقراءة الفصول بفضول وتشويق، اقرأ لتعرف ما عرفه بيتر
قصص جميلة ما قبل النوم رسالة تحت الأنقاض الفصل الثاني
كان يَوْمًا عَادِيٌّ غير أن الرياح قد أتخذَّت شكلًا آخر واتجاه مريب عكس ما كان يظن بيتر، جعلته يعافرَّ في مرتفعات وطرق وعرة، بانفاس متصاعدة، وذهن يتخيل. صور له فكرهُ حُسن عمله باشكال عديدة، حين انفصل ذهنه عن واقعه وعاش في وقت ما من الزمان. ظن أنه واقع في مطب من مطبات الحياة، التي قد تأخذه لعالم غير مألوف …
بعد أن انعطف يسارًا في طريق معبد بالرمل ونساء يفترشَّن الأرض بخيراتها، وكلن منهن تنادى للمارة لشراء منتجاتها، قرأ رسالة في إحدى اللافتات التي كانت على جانب الطريق والتي كُتِب عليها:
على موقعنا يمكنك قراءة : قصص جميلة ومفيدة
– هل أنت مستعد للحل !
كَأَنَّهَا تحفزهُ للمضي قدمًا، كأنها تدفعهُ بقوة هائلة جعلت منهُ سبعة أحصنة أوفتى في ريعان الشباب. حتى اندفع وغادر ذاك المكان في لمح البصر. في آخر المطاف وجد نفسه مستقرًا أمام مبنى تحرسه مجموعة ممن وهبوا نفسهم لحماية الأقوياء. توقف لَحْظَةَ يتأمل تفاصيل المكان ، فقد وجد ما قيل له حقًا، قصر مشيد بلون أزرق يحرسهُ فتية من الرجال كل منهم على أهبة الإستعداد للقتال.
ما كان بيتر يؤمن به، عكس ما كان يبغيه، وعكس ما وجد. اِقترب منه رجل مفتول العضلات يمضغ علكة على فمه العريض قائلًا بضيق :
– ماذا تريد أيها الرجل؟
– أَتَتْ بي الأقدار بحثًا عن لقمة عيش لصغاري!
– ما عملك الذي تكسب منه الرزق ؟
– أي شيء!
ما كان من الحارس الذي استشعر بحاجته حتى أن طلب منه الانتظار لحظة ثم اختفى هنيهة وعاد بوجه مشرق وهو يقول :
– أنت شخص محظوظ. بالأمس ذهب الرجل الذي يعمل في حديقة القصر، إن كنت تريد ألعمل فهذا العمل سوف يساعدك في إِطْعَامُ صغارك.
انفرجت أسارير بيتر وانشرح صدره. لم يكن يعلم أن ذلك سيكون بهذه السهولة. ما أن قام الحارس بتسجيل إسمه في قائمة العاملين في القصر حتى أمره أن يتبعه لكي يوضح له مكان مسكنه وعمله ونظام العمل داخل القصر. قال بيتر بعد أن عرف كل شيء بما يخص العمل:
– صدقني لا أجد من بحر الكلمات ما أقوله لك في هذه الخدمة التي قدمتها لي اليوم. فقط لدي طلب أخير ، أن أعود إلى منزلي كي أحضر أغراضي والاستعداد للإقامة هنا.
قال الحارس بوجه مشرق:
– لا مشكلة. أمامك حتى الساعة السادسة مساءً لكي تتدبر أمرك ، وإن تاخرَّت عن الموعد سوف نعتبر أنك رافض للعمل.
– ومن يرفض هذه الوظيفة يا سيدي. فقط أردت إخبار والدتي بمكاني ونوع عملي الجديد .
وقف بيتر لحظة وهو يجوب بنظراته أرجاء المكان، متأملًا ذاك الجمال والتصميم البديع الذي صمم به القصر، حيث الخمائل التي تحيطه من كل الجوانب، و الأشجار المثمرة والمخضرَّة وهي تحتضن العصافير والفراشات التي كانت تحوم حول المكان. لوهلة وقعَت عيناه أعلى نافذة القصر حين أُغلِقت النافذة بِسُرْعَةٍ فائقة، وقد لمحت عيناه في تلك اللحظة التي لم تتعدى الثواني فتاة تحمل منظارًا على يدها. وقتها استنتج أن تكون هي الفتاة التي جاء لإنقاذها. قال وهو يودع الحارس :
– قبيل السادسة مساءً سوف أَكُونَ هُنا!
مُنْذُ أن غادر بيتر وذهنهُ مشغولة في أي الأشياء التي يجب القيام بها، فقد عبث بفكره لعدد من الخيارات ولكنه لم يتوصل لأي فكرة تمكنه من فعل ذلك، هو ما جعله يقصد صديقه روبيرت الذي أخبره بأن يأتي إليه في إحدى المقاهي الشعبية التي اعتادا الجلوس فيها.
ما أن بلغ بيتر المقهى حتى طرَّح ما يدور في خُلده، وقتها قال روبيرت :
– لم أكن أتوقع أن يكون الامر بهذه السهولة، لذلك سوف أساعدك في التفكير فقطَّ. مع ذلك أنا لا زلت مُصِرًا على عدم مشاركتي العملية في أي شيء معك.
– المشاركة بالأفكار قد تكون أقوى من المشاركة الفعلية. قل ما يجب القيام به الآن. لدي عدد ساعات ويجب أن أكون في القصر، ولكني لا اُعْرُفْ من الأشياء أَبَدَأَ
شفطَّ روبيرت شفطَّةً من كُوب القهوة واتبعه بنفس من سيجارته ثم خلف رجله قبل أن يقول :
– ما ستقوم به في المرحلة الأولى هو الدراسة فقط. أقرأ كل شي و أعرف كل شَيْءٌ عن القصرَّ. تعرَّف على العاملين في القصر، خاصةً أولئك الذين يعملون في المطبخ ، لأنهم أَكْثَرَ دراية بما يدور بداخله، بعد ذلك قُمَّ بتحديد الصفات التي تم ذكرها في الرسالة على من تنطبق، وقتئذٍ سيكون كل شئ سهل.
– هو ما جعلني أتى إليك ، لمعرفتي بدهائك وعبقريتك!
ضحك روبيرت وهو يضرَّب بكتف بيتر ثم قال:
– لكن لا تنسى صديقك عندما تتحسن الأحوال. لأن هذا النوع من المهام في الغالب ينتهي بقصة حُب!
– قصة حب ؟ ومن يحب رجلًا بلا شيء!
– الرجل هو المبادئ والأخلاق والشهامة ، وأنت الآن تفعل ما عجزَّ عنه الجميع. قل لي يا بيتر، لماذا لم تجد الفتاة أي رجلًا من بين العشرات الذين يعملون في خدمة القصر؟
فكرَّ بيتر لحظة وهو يعبث بشعر رأسه ثم قال :
– هل لأنها لا تثق بهم مثلاً ؟
– نعم بالضبط. فهي فضَّلت أن تضع هذه الرسالة حتى تجد من الرجال أصحاب النخوة والشهامة لكي يساعدونها.
– تحليل منطقي يا روبيرت. ولكن في واقع الأمر ، القصر ضخم جدًا، والسيد الروك بيدج له نفوذ قوية. سترى ذلك بمجرد دخولك للقصر.
– خفضَّ روبيرت صوتهُ وهو يقول :
– لا تذكر هذا الإسم هُنا إن كنت تريد نجاح مهمتك. هذا المقهى هو لرجال الروك بيدج. لذلك كن حذرًا.
نهضَّ بيتر وقال وهو يمزح :
– في كل الأحوال أشكر أفكارك النيرة، وسوف نتواصل بكل خطوة أقوم بها، وسوف نخططَّ للمراحل القادمة.
– أحاط روبيرت بيتر بيده وعلى الأخرى سيجارة ثم قال :
– الأهم من كل هذا يجب أن يتوقف التواصل بيننا. لا لِأَنِّيٍّ أخاف من شَيْءٌ بقدر حرصي على تنفيذ المهمة بصورة جيدة. كما أن عملك في القصر سوف يجعل السيد روك بيدج يسعى للتعرَّف عليك من خِلال أصدقائك. وحتى لا يتم رصد أي شئ، يجب أن يكون التواصل بيننا في غاية السرية والكتمان. في هذه الحالة سوف أضمن لك نجاح الْمُهِمَّةَ في أَقْرَبُ وقت.
غادر بيتر قاصدًا منزلهُ لإعداد تفسه للمرحلة الأولى من الْخُطَّةَ التي سوف تساعده في معرفة الفتاة التي تستنجد به. ولكن هل سيتمكن بيتر من معرفة ذلك، أم ستكون هناك أشياء أخرى يمكن ان تعرقل هذه الخطوة. سوف نتابع الفصول القادمة من قصص جميلة ما قبل النوم