حكايات غرامية

قصص حب غريبة الفصل الثالت من قصة نهر الحياة

قصص حب غريبة قصة نهر الحياة

 قصص حب غريبة مع أحداث اكثر تشويقا لقصة نهر الحياة، فقد قالت سيسلي ما تريد قوله، ولكن كيف كان. هذه قصة من قصص حب غريبة ، تدور في إطار درامي كوميدي لشخصيات متعددة لإيصال رسالة محددة…

قصص حب غريبة قصة نهر الحياة الفصل الثالث

تلقَّت دانا كلمات سيسلي بلا اهتمام ، فلم تحرِّك في نفسها ساكن، بل حاولت اعتبار ذلك مزحة. ولكن ملامح وجهها تَظْهَرُ ما تحاول دانا إخفائه، حين أبطأت في أكلها حين رفعت يدها قليلًا عن طبق الأكل، ثم رمقَّت سيسلي بنظرة فاحصة بمشاعر جامدة باردة، وكانها خائفة من هذا الأمر ، وكأنها خائفة من مواجهة ما تخشاه مُنْذُ صغرها.

الْأيَّامَ والليالي التي مَرَّتْ على دانا كانت كفيلة بِأَن تجعل جُلَّ مشاعرها جامدة، هو ما جعلها كُتلة من الجمود وعدم اللامبالاة. فهي التي سهرّت ليالي عديدة من عمرها وهي تبحث عن من يخبرها بحقيقة أُسرتها. ما تركَت بابًا إلا وطرقته، ولا مدينة إلا وقد ذهبت إليها لأن في دواخلها حُلْمٌ كبير بأن تكون بين عائلة تحبها…

اقرأ أيضاً عبر موقعنا : قصص اجتماعية مؤثرة

وما أن تلاشَّت كُلّ تِلك الأحلام و الآمال، حلَّ محلها هذا الجمود الذي تعيشهُ دانا في هذهِ اللحظة. قالت بعد أن أَخَذَتْ جُرعة من ماء وهي تميل جسدها بتهكم وتقول :
– وأين وجدتي هؤلاء. في أي غار يقطنون ؟

– أعتقد أن الحديث لا يجب أن يكون هُنا، لِأَنِّيٍّ صراحة ترددت كثيرًا في هذا الأمر ، ولم أَجِدٌّ حلًا سِوى مصارحتك بالواقع. حتى لو كانت ردة فعلك يمكن أن تؤثر على علاقتنا. هيا نذهب لمكان آخر ونتبادل الحديث عن هذا الأمر!

لم تقل دانا شيء ، وكأن هِمُوم الدُّنْيَا قد انهالت عليها في تلك اللحظة ، حين تبدَّلت مشاعرها واصفر وجهها، كانها تريد أن تصرخ، كأنها تريد أن تبكي، كأنها تريد أن تبكي بِحُرقة ولكنها لا تجد لتفعل ذلك في تلك اللحظة.
غادرت الصديقتين في هدوء وهن يسلكن ألطرقات المتعرجة دون أن تعرف أي مِنهُنَّ إلى أين.

سيدتين تجلسان على ارض الحديقة قصص حب غريبة
سيسلي وصديقتها دانا وهن على حديقة جميلة لتكي تواجه سيسلي دانا بالحقيقة قصص حب غريبة

في آخر المطاف وجدوا حديقة صغيرة يلعب الْأَطْفَالَ حولها ، وجدوا أن هو ذاك المكان الذي يمكن لهن التحدث بما يشفي شعور أي منهن. قالت سيسلي :
– لو اجتمعت نسوة المدينة على قدم إمرأة واحدة يا دانا ، وقالوا لي أن يكونوا عوضّا عنكي، ما وجدت صديقة مثلك. أنتِ كل شي في حياتي، ولهذا لا اُرِيدُ أن أرى اختي تعيش العذاب وأهلها بالقرب منها!

المزيد من اجمل وأفضل و : اروع قصص العشق

انفجرَّت دانا ضاحكة ودمعاتها تبلل خديها، وهي تطرح سؤالاً بسخرية :
– أنهم بالقرب مني يا سيسيلي! يا لسعادتي !

في تِلْكَ اللحظة كانت سيسلي تحاول جمع مشاعر دانا المتدفقة، وكبح دموعها المنهمرة ، أرادت أن تكون الصديقة والأخت في آن واحد ، ولكنها لم تتمكن من السيطرة على مشاعرها هي دعك من التحكم في فتاة مكلومة تقاسي آثَارٌ صدمة المت بها بَغْتَةً ولم تجد سيسلي ما تفعل سوى أن تحيط صديقتها بعناق طويل وهي تمسح عنها دمعاتها وتبكي بِحُرقة وتقول :
– هُناك أشياء تحدث في حياتنا لا نعرف أسبابها ، حتى الالآم التي تمر بنا ربما تحدث لخير ونحن لا ندري. أعلم ما مر بكِ وَأَنْتِ أَعِلْمٌ بكل ما مررتي به، لذلك أنا عاجزة عن فعل شيء سوى مواساتك والوقوف بجانبك في هذه اللحظة.

هدأت دانا قليلا ثم قالت :
– هل يمكنك أن تعديني بشئ ؟

– أعدك بأي شيئ حبيبتي !

نزعت دانا منديلًا من حقيبتها ثم قالت :
– أغلقي هذه الصفحة من فضلك، لا أريد أن أعرفهم ولا أن يعرفوا عني شيء.

– حتى لو قلت لكي أنهم أموات؟

تفرست دانا في وجه سيسلي بعينيها المحمرَّة لتقول :
– كيف هذا ؟

– في الحقيقة والدك ووالدتك قد ماتوا قبل عِدَّة سنوات، في تلك المدة لم أَكُنْ أعرفك. ولكن ما جعلني أَتَحَدُّثٌ معكي في هذا الشأن هو انني أَرَغُبَ في اخبارك بالحقيقة، وهي التي سوف تغيير حياتك وَأَعْلَمُ أن الأمر صعب، ولكنها الحياة .

كانت دانا قد هدأت انفاسها المتصاعدة، قالت وهي تلقي براسها على كتف سيسلي :
– أنا أسمعك قولي !

– جون السمسار هو شقيقك، والفتاة التي تضرب الناس وهي نائمة هي أَيْضًا شقيقتك، والفتى الدباغ هو أَيْضًا شقيقك.

عمَّ الصمت لحظات بينما تتفرَّس دانا بغرابة في وجه سيسلي، بينما كانت سيسلي تحدّق لها بحزن عميق، ولا صوت في تلك اللحظة سوى صوت هِتاف الأطفال وهم يلعبون حولهن هنا وهناك.

– لم أتوقع يَوْمًا أن تكون هذه هي الدروس التي سوف تُعطَُى لي في الحياة. ماذا فعلت، فقد كنت فتاة بائسة فقدت كل شيء يحبه الْأَطْفَالَ ، الْحُبَّ والحنان والعطف. ما كان لي نصيب في كل هذا. جعلت أجوب أرجاء المُدن، طرقت عشرات المنازل، تابعت عشرات السيدات ظنًا مني انها أمي. وفي آخر المطاف التقيت بهؤلاء. فقد كان جون هو الحُلم الذي أردت أن أختم به كل تلك المعاناة. ولكن مع كل هذا يبدو حتى هذا الحلم صار سرابًا. بالله ماذا فعلت يا سيسلي أخبريني؟

كانت كلماتها تخرج من شفتيها كقطرات من حمم بركانية تقطر منها بانسيابية معجونة بضربات قلبها وانفاسها المتصاعدة. في تلك اللحظة وجدت سيسلي نفسها أمام موقف صعب ، حيث صار العِناق لا يجدي نفعا، فإن حجم المعاناة كان أكَبَرٍّ مما كانت تتوقع . عندئذٍ قالت وعيناها تنظر للأرض :
– هذا ما كنت اخشاه ياصديقة عمري. كلنا مرَّ بظروف. ومن ايجابيات الظروف هي أنها تمنحنا القدرة على الإستمرار ، ولا يجب أن نتنازل عن تحقيق أحلامنا حتى لو كان كل شيء سلبي حولنا.

شهقَّت دانا دون أن تقول شيئ، ثم اتبعت سيسلي حديثها:
– إني أرى أن نعود للمنزل، وأن نمضي هذه الليلة سويًا، لدي مفاجاة سوف تمحوا عنك هذا الحزن. أنا واثقة من هذا، وكوني على ثقة بأن معرفتك لهذه الحقيقة هي الدواء الذي طال انتظاره.

قصص حب غريبة فتاتين تسيران على مطر
سيسلي وصديقتها دانا في طريق عودتهن للمنزل قصص حب غريبة

في تلك الأثناء أمطرَّت السماء زخات مطر خفيفة، وهرع الْأَطْفَالَ تاركين تلك الحديثة الغناء ، وغادرّت سيسلي وهي تعانق صديقتها التي بللَّت قطرات المطر دمعاتها الساخنة، وبردَّت قلبها المتوهج ، وهدأت من روعها. لكنها لم تهتم لنوع المفاجأة التي أعدتها لها صديقتها سيسلي، مع ذلك هي تعلم أن سيسلي ستفعل ما سوف يعيدها لما كانت عليه، بيد أن الصدمة التي لامست وجدانها أكبر….

تُرَّى ما المفاجأة التي تنتظر دانا من صديقتها، وهل ستعود دانا كما كانت أم ستتغير موازين الحياة. هذا ما سوف نتابعه عبر موقعنا الموضوع حصري بقلمي صلاح شانوة مع اجمل قصص حب غريبة

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من الموضوع حصري

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading