قصص غريبة ومشوقة الفصل الاول من قصة ملف محظور

قصص غريبة ومشوقة ، ملف يجده ضابط شرطة جديد، يجعله يعيد التكفير في الكثير من الأشياء ، رغم التحذيرات د، إلا أنه مواصل في طريقه للكشف عن سبب وجوده، ولكن…للمزيد من قصص غريبة ومشوقة تابعنا

قصص غريبة ومشوقة طويلة قصة هذا الملف محظور

داخل مكتبهُ الجديد الذي تم نقله إليه حديثًا، لإدارة البحث الجنائي . جلس النقيب جاكوب على كُرْسِيُّهُ يتأرجح يمنيًا ويسارًا ، كان ينتظر قدوم المساعد الإداري لكي يستلم منه مفتاح خزانة الملفات. لم تمر لحظات حتى دلف المساعد الإداري ومعه بعض الأوراق ثم جلس بعد أن ألقى التحية العكسرية. حينها قال جاكوب و هو يتفحص المستندات التي أمامهُ :

– للتوقيع على أَوَرَاقٍ التسليم والتسلُّم، يجب منحي أربعة وعشرون ساعة على الأقل من أجل الإطَّلاع على جميع الملفات و التحقق منها.

– لا تقلق سيدي، فأنا كُنتَ أعمل مع الضابط السابق، و إني متأكدَّ من وجود جميع الملفات و العهدة من كل شئ.

– لا. دعني أتحقق بنفسي، أفتكر هذا من حقي !

– نعم سيدي إنه حقك، لكن لن يتم إخلاء الضابط السابق قبل التوقيع على التسليم و التسلم.

– ليست مشكلتي. دع الملفات و انصرف، عندما أنهي مراجعتها سوف اِتَّصَلَ بك لإستلام المستندات بالتوقيع.

كان النقيب جاكوب من أَكْثَرَ ضباط إدارة البحث الجنائي ذكاءً، فقد نجح في الوصول للعديد من الأدلة التي كان يرى ضباط آخرين أنها صعبة و مستحيلة. هو سبب وجوده في إدارة البحث الجنائي. كان ضابطًا طويل القامة، ذو رأس دائري أصلع، و يكسو ذقنه لحية خفيفة ، عرفه سكان سادوني بنظارته السوداء التي يضعها طوال اليوم، كان لون بشرته الخمرية التي تناسب لون شواربه منحته مظهر المحققين المشهورين في سادوني.

ما أن غادر المساعد الإداري حتى شرع في البحث عن ملفات القضايا التي لم يتم التحقيق فيها بشكل كامل. كانت ملفات القضايا تم وضعها بشكل مرتَّب و منظَّم، حيث وضع في كل رفَّ من أرفف الخزانة ملف يحتوي على حروف محددة، لكنه وجد ملف بلا أحرف ولا إسم، بل حتى أن ذلك الملف تم غلقه بخيط سميك أسود ، و وضع الخيط على شكل صليب، ثم تم تغليفه بورقة تتوسَّط الملف بخطٍ عريض لجملة واحدة :

{هذا الملف محظور التحقيق فيه}

تعجب جاكوب من ذلك، مما جعله يَأْخُذُ الملف ثم يجلس على مكتبه ليعيد قراءة ما وجد فيه، هو ما دفعه لفتح الملف، ثم ضغط علی الجرس الذي كان على جانب منضدة مكتبه طالبًا قدوم المساعد الإداري ، لم تمر لحظات حتى جاء المساعد الإداري، حينها أشار له جاكوب بالملف و هو يقول :

– ما هذا الملف، و أي نوع من القضايا هذا ؟

في بادى الأمر جفل المساعد الإداري ، ثم تمالك نفسه و هو يقول :

– سيدي هذه القضية يجب أن لا تهتم بها. هناك العشرات من القضايا التي لم يتم التحقيق فيها، دع هذه القضية من فضلك!

اقرا ايضا: قصة منزل هارول المهجور

ضرب جاكوب بيده على مكتبه بقوة وهو يقول :

– إذا كان الضابط السابق الذي كان يعمل هنا، يعمل بتعليمات المساعدين الاداريين فأنا ليس مِثْلُهُ أنا طرحت عليك سؤال واحد، ما هذه القضية ؟

– سيدي بعد قليل سوف أكتب استقالتي و سوف أضعها على مكتبك. أنا لست على استعداد لخسارة حياتي بسبب هذه القضية، و سامحني فَأَنَا لا يمكنني إخبارك بأي شي عن هذه القضية، يمكنك سؤال القائد العام.

انصرف المساعد الإداري بعد أن أمرَّ النقيب بوضعه في الإيقاف الشديد ، و تشكيل لجنة تحقيق حول مخالفتهُ التعليمات. بعد أن هدأ جاكوب جلس يفكر بينه وبين نفسه عن ما جري ، و هو ينظر للملف الذي كان أمامهُ حينها فتح الملف ثم بدأ يتصفح وقائع القضية مُنْذُ الشكوى التي تقدم بها رجل يعمل في مزرعة خيول.

لكنهُ قرر جاكوب مواصلة قراءة ملف القضية عندما يعود لمنزله. بدر في ذهنه فكرة في سؤال القائد عن قصة هذا الملف قبل أن يبدأ التحقيق فيه. وقتئذٍ حمل الملف ثم توجه لمكتب القائد الذي كان حينها يتحدث على الهاتف، جلس جاكوب على المقعد حتى أنهى القائد دانيال محادثته ثم قال جاكوب :

– سيدي هُناك ملف وجدته داخل مكتبي الجديد، و هذا الملف محظور التحقيق فيه، لا أدري سبب ذلك، هل مات أَصْحَابَ القضية أم ماذا.

ما أن نظر القائد للملف حتى انتفض من مكانه ثم قال:

– هذه القضية شائكة للغاية صدقني. أعد هذا الملف الی مكانه وأغلق عليه كما وجدته، لأن قصة هذا الملف لا يعرفها أحد في هذا الجيل.

– لا أفهم سيدي، هل تقصد أن هذه القضية قديمة أم ماذا ؟

– هذا الملف يا سيد جاكوب مثل الطاولة التي تجلس عليها، أي أَنَّهَا ضِمن التسليم و التسلم، وكل ضابط جاء هنا تم تحذيره من هذه القضية. فقد سمعت الكثير من القصص في الماضي عن هذا الملف، و ما حدث للضباط الذين حاولوا التحقيق فيه، لذلك انصحك بعدم فتح هذه القضية لأي سبب من الأسباب.

على الرغم مما سمعه جاكوب، إلا أنه كان على إصرار بمواصلة التحقيق في هذه القضية، وقتئذٍ عاد إلى مكتبه و ذهنه مشغول بها، قال يحدث نفسه :

– قضية قديمة و الكل يتهرب منها. ربما هي إشاعة ليس إلا. قام أحد الضباط الفاسدين بنشرها لكي يتستر على قضية فساد لأحد الجهات. أما أنا فلن أتوقف عن تحقيق العدل مهما حدث.

أخذَّ جاكوب الملف ثم أغلق مكبته، ثم غادر قَاصِدًا منزله. عندما ركب سيارته الفارهة و هو يسير عبر طُرقات سادوني العليا و ذهنه مشغول بهذا الملف الذي يضعه على المقعد الذي بجانبه. قال و تظراته نحو الملف :

– ما قصتك أيها الملف، هل ما قاله القائد حقيقي، أم هو إشاعة لكي يتم غلق هذه القضية بالرشوة.

لم يكمل جاكوب كلماته حتى وقفَّت سيارة بجانبه بينما كان ينتظر الإشارة ، ثم صرخت الفتاة التي كانت داخل السيارة بعد أن فتحت الإشارة:

– إنها ليست إشاعة ، أغلق هذا الملف.

كانت كلماتها صادمة و ساحقة لاقصى حد، ما جعلهُ يتوقف جانب الطريق لكي يستوعب ما جرى. لكنه لم يجد إجابة لذلك، حينها واصل طريقه حتى بلغ منزله. ما أن إقترب من منزله حتى شاهد ابنته ذات العامين تقف أمام باب الفيلا و تشير بيديها الصغيرتين فرحة بعودة والدها.

دلف جاكوب داخل منزله و هو يحمل ابنته بين ذراعيه ثم قبَّل راس زوجته التي كانت تقوم بتجهيز طاولة الغداء. كان منزل جاكوب في غاية الإبداع في التصميم ، فهو المنزل الذي ورثه عن والده السيد توج. كان عبارة عن فيلا فاخرة اختار لها جاكوب لون أرجواني هو ما جعلها مميزة في تلك المنطقة. يعلم الداخل لمنزله بأن زوجته تحب تربية الحيوانات الاليفة، بالإضافة إلى الحديقة الخارجية التي بها جميع أنواع طيور الزينة التي تتلاعب في ساحة المكان.

قالت له زوجته و هي تجلس على مقعدها على طاولة الطعام المستديرة و هي تطعم ابنتها:

– اتصلت بي زوجة المساعد هارولد، اخبرتني أنك تريد فتح ملف قضية محظورة. لا أعلم إن كنت تقوم بهذا و أنت تضع اعتبارًا لوجودنا في حياتك . ما السبب لذلك لا أعلم.

كانت زوجته نورا في ضيق شديد، وقتئذٍ سكتَّ جاكوب لحظة ثم قال :

– هذا عملي . و ما دخلها هي بعملنا ؟

– إنها تحذرَّك و هذا واجب كل من يحب الذين تربطهم به صلة رحم.

هل ما حدث مع جاكوب له علاقة بالملف الذي معه أم هي صدفة، هل سيحقق جاكوب في القضية التي وجدها في الملف. سنعرف ذلك من خلال الفصول القادمة ، نامل تنال قصصنا اعجابكم صلاح شانوة.