قصص قبل النوم خيالية طويلة ، جميع قصص قبل النوم خيالية طويلة بقلم صلاح شانوة. لن تجد هذه القصص إلا على موقعنا، فهذه القصة سوف تجعلك تتمنى لو لم تنتهي، بسبب أحداثها الشيقة.
قصص قبل النوم خيالية طويلة منزل هارول
قصص قبل النوم خيالية طويلة
خيط حرير دائري يحيط خمسة أشخاص ، يلفون حوله يحمل كل منهم قنينة خمر ، يتراقصون، يسقط واحد ثم ينهض، ثم يساعد الآخر عند النهوض، يرتدون قبعات حمراء وازياء سوداء، يقف الكلب خلفهم حائر وكأنه شيطان، يتراقص زيله هنا وهناك هناك، ثم تأتي سيدة تحمل مبخرا يتصاعد منه دخان رمادي ليشكل حلقة حولهم ويخفي معالم بعضهم، ثم يسقط الواحد منهم ويضرب راسه بالأرض وينهض مرة أخرى.
على موقعنا يمكنك قراءة: قصص خيالية للنوم
تراجعت خطوات للوراء حينها شعرت بأن قدمي قد لامست شئ يبدو كقدم شخص يقف خلفي، ثم اسمع همسات في أذني ما جعلني اندفع هو لمسة اليد التي شعرت بها على كتفي، وحين التفت وجدت رجلا مديد القامة ، ذو عينين واسعتين، يرتدي قبعة رعاة البقر، وعلى يده فانوس مضيئ. في الوهلة الأولى بدا لي أنه رجل من زمن قديم، حيث يبدو ذلك واضحا في مظهره، قال لي بصوت أجش:
– هل لك حاجة في هذا الدار ؟
في تلك اللحظة، تلعثم لساني، وزادت ضربات قلبي ولم أجد من بين ما عرفته من الكلمات طول حياتي كلمة واحدة يمكنني قولها لإنهاء هذا الموقف، وقلت:
– لا شئ ، مجرد فضول صدقني!
– فضول ياتي بك إلى منزل هارول؟ اي فضول هذا ، ألم يخبرك الناس عن هذا المنزل؟
– كلا، لم يخبرني أحد ، وإنما الأقدار هي التي ساقت قدماي إلى هنا!
وضع الرجل الفانوس على الأرض ، ثم دفن يده داخل جيب عبائته الجلدية ونزع منه لفافة ورق ثم مدها لي :
– أقرا هذه الوصية واحرق الورقة قبل أن تشرق الشمس، وإن كنت تريد النجاة بنفسك، فلا أنصحك بالقدوم إلى هنا مطلقاً. إننا يا ابني لا نريد أذية الناس، نحن نحمي أهل هذه البلدة!
أخذت اللفافة وقتئذ شعرت بقدمها، حيث بدا لي أنها لفافة من الجلد، أو ورق البردي، لم يتبين لي حقيقتها، وإنما هناك شئ ما في داخلي جعلني أطمئن لهذا الرجل، قلت له وأنا أنوي الرحيل من ذاك المكان المريب:
– ما إسمك، ولماذا تساعدني؟
وضع الرجل شئ ما داخل فمه، وصار يمضغه وكأنه ياكل اللحم، ثم أجاب :
– أنا رجل صالح اتى لكي ينقذ رجل صالح، إذهب الآن فقد اقترب ساعة الحفل، وإن وجدتك شخص منهم هنا فلن تخرج!
انصرفت من ذاك المكان على الفور، ولكن لا أدري ما الذي جعلني أعود بعدها لكي أجيب على سؤال شغلني، سؤال جعلني أرتكب حماقة جديدة هذه الليلة، فكيف لي النوم دون النظر إلى وجوه هؤلاء الناس الذين يسكنون في منزل كتب عليه إسمي، فقد كنت مهتما بمعرفتهم وجوهم اكثر من اهتمامي بقراءة ما كتب على لفافة الورق.
هو ما جعلني أعود إلى ذات المكان الذي كنت فيه، من يدري ربما تنكشف لي وجوههم. القيت نظرة عبر ذات الثقب ، ورأيت ما لم يخطر ببالي. في هذه المرة لم تكن الطقوس التي رأيتها قبيل لحظات تمارس، وإنما كانوا يجلسون على مقاعد مصممة على هيئة الوحوش، كل منهم يمسك كأسه ويتبادل أطراف الحديث مع الآخر. ما كان صوتهم يسمع، وإنما كنت أرى افواههم تتحرك.
حتى تبدل الحال، وجاءت فتاة ممشوقة القوام، عارية تماماً ، تضع على رأسها تاج ذهبي، تتدلى بجانبه كؤوس النبيذ الأحمر، كانت تتمايل هنا وهناك، يحاول أي من الجالسين الامساك بها، ولكنها كانت تفلت منهم، ثم جاء غلام جميل يمسك قط أسود، يمرر أصابعه حوله ويبتسم.
ثم دلفت سيدة تحمل طفلا من الطين، تحتضنه وتقبله، حتى اقترب منها الغلام بقطه محاولا مداعبة طفل الطين، ولكنها وكزته، ثم سقط الغلام على أرجل احد الجالسين، فصار وجبة في تلك اللحظة. ثم مالت الراقصة بعد أن امتلأت عروقها بالخمر وسقطت على الأرض ، حتى نهض أحد الجلوس وصارت وجبته.
في تلك اللحظة سقط شئ ما من أعلى جدار الصالة التي كانوا فيها، و انتبهوا جميعهم بوجودي وهتفوا عازمين على فتح الباب للقبض على الذي يتلصص، هنا رايت وجوهمم وكانت المفاجأة ساحقة لاقصى حد، عندما أدركت أن كل تلك الشخصيات ماهي إلا أنا وزوجتي سيسلي.
نلتقي في الفصل القادم من قصة منزل هارول