قصص قبل النوم طويلة رسالة تحت الأنقاض الفصل الخامس

قصص قبل النوم طويلة، في ساحة الحب والغرام ، تكثر قصص قبل النوم طويلة ، نجد فيها معاني التضحية والإصرار. هو ما وجد بيتر نفسه فيه، فقد واجه موج عالي وأحداث مشوقة في قصص قبل النوم طويلة ستقرا فصل ممتع على موقعنا…

قصص قبل النوم طويلة قصة رسالة تحت الأنقاض الفصل الخامس

وجدَّ بيتر نفسه حبيسًا داخل غُرْفَةً مظلمةٍ، لساعات طوال لا يدري أين هو. بعد بُرَّهة جاء أحد الحُرَّاس ثم أضاء الاباجورة الصغيرة التي كانت على المنضدة التي تفصل بين بيتر والحارس. جلس الحارس يحقق مع بيتر، بينما كان بيتر في حالة صدمة وزُعرَّ بما آلت إليه الأمور ، قال الحارس:

– أنت عامل الحديقة الجديد أليس كذلك ؟

قال بيتر وهو جالس على الجانب الآخر من الطاولة المستديرة:

عبر صفحات موقعنا اقرأ المزيد من: قصة حب قصيرة قبل النوم

– نعم، وكنت ذاهبًا لإرجاع الأطباق إلى المطبخ، هذا كل شيء!

– ولكنك لم تذهب للمطبخ، ما سبب وجودك أمام تلك الغرَّفة؟

أقسم بيتر بأنه لا يعرف مكان المطبخ، وكان فقط يبحث عن المطبخ وطرّق الباب بالخطأ ظنًا منهُ أنه المطبخ، وخرجت فتاة هو لا يعرفها، ثم إعتذرَّ لها.

قال الحارس وهو يضع هاتفهُ اللاسلكي على المنضدَّة:

– وماذا قُلت لها ؟

– لا شَيْءٌ . فَقَطْ اعتذَّرت لها وَعُدْتُ. ثم وجدت الحرس يُلقي القبض علي.

تمعن الحارس في وجه بيتر بنظرات فاحصة ثم أَتْبَعَ

– سوف نسأل الفتاة التي فتحت لك، إن قالت عكس ما قُلت سوف تكون هذه نهايتك هل فهمت.

هز بيتر رأسه ثم انصرف الحارس وكان بيتر يدعو الله أن تكون تلك هي الفتاة التي جاء من أجلها. كان يخشى أن تخبرهم بأمر الرسالة التي تركها لها. في تلك اللحظة أحسَّ بيتر بأنها النهاية، بيد أنه كان مؤمنًا بهذه الخطوة التي قام بها، والتي اختصرت له مجهودًا كبير في طريقه لانقاذها.

بينما كان الحارس يقف أمام غُرفة سيسلي جاءت ليندا وبدا أنها عرفت ما حدث مع بيتر، وقالت :

– صدقني إنه عامل جديد، وقد أخذت له وجبة الإفطار، و أخبرته أن يعيد الأواني إلى المطبخ. ربما أنه لا يعرف المطبخ لذلك جاء لغرفة سيسلي، أعذروه من فضلكم لا تفعلوا به شئ. إنه رجل مسكين.

حتى سيسلي لم تقل شئ يضع بيتر في ورطة، بل أكدَّت ما قالته ليندا، حينها انصرف الحارس في عُجالة للحديث مع بيتر، وهو يقول :

– من أَحَضَرٌ لك وجبة الإفطار اليوم ؟

– سيدة تدعى ليندا، أحضرت لي وجبة الإفطار وتبادلنا أطراف الحديث حول نظام العمل، وتعارفنا. هذا كل شيء.

حينها صمت الحارس لحظة قبل أن يقول :

– تِلك الغرفة محظور الوقوف بجانبها، وكذلك تلك الفتاة التي شاهدتها محظور الحديث معها هنا. أو ذكر قصتها خارج القصر. إن كُنت تريد البقاء على قيد الحياة.

بعد ذلك فكَّ الحارس قيود بيتر وهو في حالة يرثى لها، ولكنه لم يكن ليصدق نفسه بأنه قد نجى من هذه الحادثة. لم يصدق بأنه توصل لسيسلي. ما أن دلف غرفتهُ حتى أصبح يتراقص من الفرحة وقد نسى كل شيء في تلك اللحظة. ثم سمع صوت طرقات على بابه. ليفتح الباب ويجدها ليندا تقف منتصبة بوجهٍ غاضب جدًا وهي تقول :

– هذه المرة أنا كذبَّت عليهم من أجل سلامتك وسلامة صغارك، ولكن إذا حاولت فعل أي شئ ، فلن أقف بجانبك ، لأنني لا أعلم ربما أنت شخص مجرم تريد فعل شيء بأهل القصر، وأنا لا أقبل فيهم أي مكروه.

قالت هذه الكلمات باغتضاب شديد ثم انصرفت دون أن تسمح له بالرَّد. مع ذلك فلم يكن بيتر سوى فتى وجد محبوبته التي يبحث عنها، فقد لعب القدر لعبته ووصل إليها. فقد شاهد وجهها الملائكي الناصع البياض، شاهد عيناها الجميلتين، و قد خفق قلبه للمرة الأولى في حياته فلم يرى جمالًا كهذا في حياته …

أخذَّ بيتر هاتفهُ لكي يخبر روبيرت بما جرى، ليقول في فرحة عارمة :

– لقد وصلت إليها يا روبيرت، إنها هي، تأكدَّت من ذلك بنفسي!

– هل أنت صادق بما تقوله يا بيتر ؟

ثم شرَّع بيتر في سرد كل ما حدث في الساعات الماضية، وكان في حالة فرح غامرة. مع ذلك كان يتحدث بصوت وشوش حتى لا يسمعه أَحَدٌّ خارح الغرفة. قال له روبيرت :

– كون أنها لم تخبر الحارس بقصة الرسالة التي أرسلتها لها، فهذا يعني أنها هي حقًا. ولكن هُناك أشياء يجب القيام بها الآن.

– أشياء ؟ أي أشياء يا روبيرت ؟

– من خلال حديثي مع السيدة التي كانت تعمل في مطبخ القصر، أخبرتني بأن السيد الروك بيدج يقيم احتفالًا كل عام بمناسبة حصوله على الكنز الذي جعله أحد أكبر أثريا سادوني. لذلك أرى في هذا الاحتفال فُرْصَةً كبيرة كي نخرجها من القصر .

– ولكن متى يُقام الإحتفال ، أقصد في أي شهر؟

– في شهر يوليو أي بعد ثلاثة أسابيع من الآن. سوف يُقام الحفل، ما يعني أننا يجب أن نضع خُطَّةً لكي نقوم بانقاذها دون خسائر.

– فِكرة جيدة حقًا. أنا الآن فقط انتظر فُرْصَةً لكي أَرِسْلٌ لها رقم هاتفي حتى نتحدث و أعرف قصتها بالضبط!

– إرسال رقمك ليس سهلًا يا بيتر. دعها هي سوف ترسل لك رسالة بمعرفتها الخاصة، فهي الآن أدركت أن هُناك من عرف قصتها ويحاول مساعدتها. لهذا أنصحك بأن تنتظر وترى ما ستفعلهُ هي، وقتها يمكننا التقدُّم للخطوة التالية. لأن الحرَّس هذه المرة لو أَلْقَى القبض عليك ستكون نهايتك.

كان حديث روبيرت مقنعًا دوما للسيد بيتر، فهو يثق به لحَدَّ بعيد. هو ما جعله يعمل بكل ما قاله. فقد قررّ الانتظار عسى ولعل تصله رسالة من سيسلي لكي تؤكد له أنها هي. ثم غادرَّ غرفتهُ وشرَّع في إكمال مهام عملهُ في الحديقة، عندما فتح صناديق الفِخار الدائرية التي دُفِنت على الأرض من أجل أن تكون مساكن للأرانب. ثم بدأ في تنظيفها و وضع العُشَّب لكبار الأرانب…

في تِلك اللحظة كان القصر عامرٌ بالعُمال الذين يجوبون ساحته، منهم من يحمل أطباق الطعام، ومنهم من يقوم بأعمال التنظيف، والضيوف الذين يأتون بين الفينة والأخرى لزيارة الروك بيدج وعائلته. وبيتر ينظر لتفاصيل يومه الجميل، حين وجد نفسه بين أناس لا يعرفهم ولكنهم أكثر قربًا منه في تعاملهم الرائع معهُ وكأنهم يعرفونه مُنْذُ وقت طويل…

جاءت ليندا تتمايلُ في سيرها ثم وقفَّت تُحدث بيتر ، وكانت هذه المرة بوجهٍ مبتسم وهي تقول :

كما لا يفوتكم قراءة: قصة تهر الحياة

– آسفة. تحدثت معك بسوء أدب ، ولكن صدقني هُنَاكَ ضحايا كَثُرَ دَخَلُوا هذا القصر ولم يتقيدوا بالتعليمات التي ذُكرت لهم. ولكني أشعر وكأنك في مُهمة سرية ولست هنا للعمل.

ضحك بيتر قبل أن يقول :

– يمكن أن تسألي عني في سادوني الغربية، جميعهم يعرفني، ويعرف أني كنت عامل جمع النفايات ليس إلا، و أعول أسرتي ، هذا كل شيء.

– إن كُنت تبحث عن شيء ، أطلبه مني وسوف أساعدك. بدلًا من إعطاء الرسالة والهروب.

قالت هذه الكلمات ثم اختفَّت في لمح البصر، تركت بيتر في دهشة بفم فاغرَّ ، فقد قرأ وفهم ما قالته ليندا دون أن يحتاج لمساعد. هو ما جعله يشعر بأنه بات قريب حدًا من سيسلي، وربما سيسلي هي التي أرسلت ليندا بهذه الرسالة …

في الفصول القادمة سوف نعرف ، هل بيتر سوق يجاري حديث ليندا ويثق بها ويكشف لها سر مهمته. أم شئ اخر سيحدث. هو سنعرفه في الفصول القادمة من قصص قبل النوم طويلة