قصص ما قبل النوم قصة خطة بديلة الفصل العاشر

قصص ما قبل النوم ، مع أحداث مشوقة وجديدة، نقرأ فخامة الكلمات والمشاهد الاحترافية. هذه أجمل قصص ما قبل النوم ، سوف نسبح بخيالنا لعالم آخر…

قصص ما قبل النوم قصة خطة بديلة الفصل العاشر

انطلقَّت نرجس خلف الفتاة التي لازَّت بالفِرار، كانت نرجس خلفها وهي تقتحم الأزقّة الضيقّة، حتى دلفّت داخل منزل مهجور. وقتئذٍ تبعتها نرجس ولكن في حَذَرَ شَدِيدَ. كانت مترددَّة من أن يكون خلفها أشخاص آخرين. هتفَّت نرجس بصوت عالٍ:
– أعرف أنكِ ماريا، وأنكِ لم تموتي دعينا نتحاور ونتحدث. صدقيني لن أخبر أي شخص بما سيدور بيننا.

اعادَّت نرجس عباراتها في حذر ، ولكن لم تحصل على رد منها، بل سمعت صوتًا ينبعث من داخل المنزل، وكأن شئ ما سقط على الأرض. وقتها دلفَّت نرجس لداخل المنزل الذي كان عبارة عن غُرَّف متهالكة ، وأُخرى قد أكل الدود خشب سقفها.

ستجد العديد من : عناوين قصص مشوقة

بدا لها للوهلة الأولى أن هذا المنزل مألوفًا لديها، وكأن هناك جزء من ذكريات حياتها فيه. تسللَّت بِهُدُوءٍ حَذِرَ وهي تتلفت هنا وهناك، حتى وقعت عيناها على النافذَّة المُلقاة على الأرض. ثم اقتربت منها وادركَّت حينها بأن الفتاة هَرَبَتْ عبرها للتو.

وقفّت لحظات وهي تمُرَّ عبر الغُرَّف المُتهالكة، علها تستعيد ذاكرتها، ولكن لم يكن الأمر بهذه السهولة. وقتها قررَّت المغادرة، إلا أن الشعور الذي انتابها للوهلة الأولى لم يكن شعور عادي، هو ذاك الاحساس الذي يصيب الأشخاص الذين يدخلون بيوتهم التي فارقوها مُنْذُ عقود.

عَادَتْ نرجس من أجل أن تتفقدّ صديقتها كارولين التي لا زالت في عزاء ماريا، ولكنها هذه المرة عادت وهي أكثر قناعة بأن ماريا لم تَمُتَّ، بل هُناكّ شيء يجب عليها تفسيره وفهمهُ. ما أن بلغَّت المنزل وَجَدَتْ سيارات الشُّرْطَةَ تقف أمام المبنى، تقدَّمت مُسرَّعة لكي تعرّف ما يجري، حينها قال لها الضابط:
– أنتِ نرجس ؟

فغرّت فمها ووسعت عيناها وهي تجيب:
– نعم سيدي!

تقدَّم ضابط الشرطة ثم دفن يده في جيب معطفه ليخرج السلاسل منها، وهو يقول:
– أنتِ موقوفة بِتُهمة القتلَّ العمدّ مع سبق الاصرارَّ؟

صرخّت نرجس بصوتٍ عالٍ وهي في حالةٍ هيسترية ترددّ:
– لم اقتلها، إنها على قيد الحياه ، أنا رأيتها الآن وَكُنْتُ اطاردها!

قال الضابط في دهشة:
– عن من تتحدثين، لأن الجريمة لسيدتين يا نرجس!

– سيدتين؟ ومن هُنَّ؟

– السيدة انسولين ، والسيدة ماريا. وجد فريق التحريات جُثّة ماريا والسيدة انسولين داخل شقتك التي في شارع الملكة، نرجو أن تحضري معنا دون مشاكل.

لم تشفع دموعها المنهمرَّة كسيل جارف من أي يتم اعتقالها. ولا حتى محاولاتها المتكررة في إثبات حقيقة أن ماريا لم تمت، مع ذلك كانت كارولين هي التي تخففّ عنها، حين اخبرتها وهي تعانقها:
– لا تقلقي يا نرجس، أنا سوف أفعل كل ما بوسعي من أجل إثبات براءتك. هذا وعد مني.

هكذا افترقت نرجس عن صديقتها كارولين ، و غادرت الحرية إلى حيطان العذاب والحزن، ولسان حالها يقول:
– لو كان هذا الإعتقال بسبب ذنب فعلته، ما كنت لاحزن قط، وإنما ماريا على قيد الحياة ، والسيدة انسولين أَيْضًا لم تمُت، وإنما هو شي لا أعرفهُ.

كما لا يفوتكم قراءة : قصص قصيرة خيالية مشوقة

كانت حائرّة ووجهها الذي غسلتهُ دموع حُزنها والامها. قد تبددت فرحتها في الحياة ، وصار كل شئ أسود في نظرها. مع ذلك كان متيقنة بأن كارولين هي الوحيدة التي يمكن أن تمسك بيدها لبرَّ الأمان. كانت تنظرَّ للطُرقات التي تمر عبرها سيارة الإعتقال بِحزَّن. كلما ابتعدَت السيارة شعرَّت وكأنها ابتعدت عن سعادتها التي عاشتها كل تلك السنوات.

ثم اقتادوها لغُرفة التحقيق، حيث كان الضابط جالس على كُرّسيه ، يُدّخن سيجارة حتى قال :
– اجلسي يا نرجس.

قالها وهو يراجع بعض الدفاتر التي كانت أمامهُ ، ثم سكتّ لحظة واردَّف يقول:
– لماذا قتلتي السيدة انسولين وماريا؟

– صدقني لم أقتل اي مِنهُنَّ، حتى هذه السيدة رأيتها مرة واحدة ولا أعرفها. أما ماريا فلَّم تَمُتَّ، لأنني رأيتها قبل لحظات من اِعتقالي. صدقني يا سيدي فَأَنَا لا أكذَّب ويمكنك التحقق من كلامي.

– لم تمُت؟ كيف هذا ؟
قالها المحقق بعد أن أطفأ سيجارته، ثم نهضَّ من مقعدهُ لكي يعد لنفسه كوبًا من القهوة. وقتئذٍ أكدَّت نرجس بِأَن ماريا لم تمت. هو ما جعله يشُّك في صحة قواها العقلية، ولكنهُ أراد أن يبين لها صِحة ذلك حين قال:
– المشرحة قريبة من هُنا، هيا لكي تتحققي من صحة وفاتها!

غادرَّ المحقق وتبعته نرجس. بينما هم يسيرون داخل مبنى الشُّرْطَةَ ذو الطرق المتداخلة، لم يلبث حتى دفع المحقق إحدى الأبواب التي كتب عليها غُرْفَة التشريح. ثم تقدَّم بخُطىَّ ثابتة نحو إحدى الثلاجات التي يحتفظ بها بِجُثثَّ الموتى، ثم سحب إحداها وكشفَّ عن وجه الجثة. هنا كانت المفاجأة صادمة لنرجس، حين صرخَّت وهي تقول:

– هذه ليست ماريا، أَقِسْمٌ لك إِنَّهَا فتاة أُخْرَى ماريا كَانَتْ ممدودة القوام، وذات وَجْهٌ دائري، كما أن هَذِهِ تكبرها في السن. تعجَّب المحقق، وقتئذٍ سحب الثلاجة الأخرى التي عليها جثة السيدة انسولين ، لتؤكد نرجس أيضًا ان هذه الجثة ليست السيدة انسولين.

في بادى الأمر ظنّ المحقق أن نرجس اصيبت بشي أثر على ذاكرتها، ولكن ما أن قالت :
– سيدي يمكنك إحضار صديقتي كارولين ، وحارس العقار الذي يعمل في المبنى الذي أسكن فيه. هؤلاء سوف يؤكدون لك صحة ما أقول. أما هذه ليست ماريا وتلك ليست انسولين.

حينها تململ المحقق، وقد انتابهُ شعور بصدق ادعاء نرجس ، ثم أمر على الفور قواته بإحضار المذكورين على الفور إلى المشرحة لإكمال التحقيق، ثم ذهب إلى مكتبه وترك نرجس برفقة أحد الجنود لانتظار قدوم الشهود.

كانت نرجس في حالة يُرثى لها ، فقد خُيل لها أنها قد وقعت في مؤامرة كبيرة مدبرة في حقها. ولم يكن هُنَاكَ من سيخرجها منها سِوَى كارولين ، في تِلْكَ اللَّحْظَةَ قفزّت من مكانها عندما تذَّكرت شئ ما لكي تحدث به المحقق. قالت للجُندي الذي كان يقف أمام الباب:
– من فضلك أريد أن أحدث المحقق في أمر ضروري يخص التحقيق.

سحَّب الجندي هاتفه اللاسلكي ، ثم أخبر المحقق بذلك. حينها سمعَّت نرجس صوت المحقق عبر الميكروفون وهو يقول:
– دعني احدثها هُنا. مرْحِبًا نرجس ماذا جرى؟

– سيدي أريد أن تحضر أطفال ماريا وكذلك زوجها هؤلاء أَيْضًا يمكنهم مساعدتنا ..

قطَّع حديثها وهو يقول:
– نعم، هم في الطريق ، دقائق وسوف نواصل التحقيق.

مرَّت لحظات حتى اجتمع الشهود أمام المشرحة، ونرجس قد لاحظت ما كانت تخشاه، حين رأت النظرات التي كانت تنظر بها كارولين لها، ليس هذا وحسب، بل حتى الحارس وزوج ماريا لم يكونا كما كانت تعرفهم من قبل. ثم دلفوا داخل المشرحة، حينها حدث ما لم يكن في الحسبان.

إلى اللقاء في الفصل القادم من قصة خطة بديلة
نأمل أن يكون الفصل قد نال رضاكم، لاتنسو كتابة تعليقاتكم حول الفصول. سوف نعود قريبا لنشر قصص ما قبل النوم ونتمنى أن تنال إعجابكم