قصص مكتوبة بالعربية طويلة ، بين ايديكم الفصل الحادي عشر من قصة خطة بديلة، وهذه أجمل قصص مكتوبة بالعربية طويلة على موقعنا. لمزيد من القصص يمكنكم متابعة اقسام موقعنا
قصص مكتوبة بالعربية طويلة قصة خطة بديلة الفصل الحادي عشر
– نعم هذه ماريا زوجتي وتلك السيدة انسولين صديقتها. إنها زوجتي ولا أحد يمكنه قول غير ذلك . الله يرحمها.
قالها زوج ماريا وصغارها والسيدة كارولين. أدَّت هذه الاعترافات إلى سقوط نرجس على الأرض، وهي تصيح وتردد:
– كم دفعوا لكم أيها الأوغاد، كم دفعوا لكم لتزوير الحقيقة، كم دفعوا لكم أيها المنافقين.
بينما كانت تصرُخ وتبكَّي، وتقاوم أفراد الشُّرْطَةَ الذين حضروا لأخذها للسجن. لم تقل كارولين أي كلمة مُنْذُ أن جاءت للشهادة، بل إِنَّهَا قامت بتأكيد أن الجُثَّة هي جُثَّة ماريا. لم تكن نرجس تتوقع ذلك من صديقة الْعُمَرَ هو ما اصابها بالصدمة والريبة.
كَانَتْ نظرات نرجس لكارولين تقول كل شَيْءٌ لم تفهمه سوى كارولين. بيد أن كارولين لم تتحمل تلك النظرات منها، حينها اقتربت منها على الفور وتظاهرَّت بأنها تريد أن تُقبَّلها، في تلك اللحظة وضعّت ورقة مطوية داخل جيب نرجس دون أن ينتبه لها أحد ثم غَادَرَتْ في هدوء.
اقرأ على موقعنا أيضاً : قصة خيالية ممتعة طويلة
احسَّت نرجس بيد كارولين التي دخلت جيبها، في تلك اللحظة انتابها شعور مشتتَّ ، فلم تكن تدري ما تفعل. هل تتحقق مما وضعته كارولين أم لا، ولكنها فضَّلت أن تقرأ الورقة قبل أن يقوم رجال الشرطة بتفتيشها. حينها طلبَت من المحقق أن يسمح لها بالذهاب للمرحاض. ما أن طلبت ذلك كانت كارولين قد اقتربت من نهاية الممر حينها التفتت نحوها وهي تبتسم ثم اختفت.
– صدقيني يا نرجس ليس لي يد بهذه الشهادة، فقد جاءت ماريا في منزلي ومعها السيدة انسولين ، وهددوني بأنهم سوف يدخلونني السجن إن شهدت بعكس ذلك. كوني على ثقة بأنني سوف أُحضِر الدليل الذي سوف يُخرجك من هذه المحنة، كوني واثقة من ذلك. الآن اتخذَّت ماريا الخُطَّة التي نريد تنفيذها من أجل الإطاحة بالعُمدة واستلام الحكم منه.
هي نفسها الْخُطَّةَ التي اتفقنا عليها، ولكن هي وضعت خطة بديلة اتخذتها ماريا للوصول إلى ما تريد. سوف اتابع هذا الأمر ، كما يجب عليك أخبار المحقق بهذا الامر للتحقيق بشكل سري، لأنه ضابط شريف. حتى نوقع بهم في الوقت المناسب دون شوشرة.
تنفسِت نرجس الصعداء ، بعد قراءتها هذه الرسالة، كانت فرِحة مسرورة، تبدَّلت ملامح وجهها ، واختفت معالم الحزن التي ارتسمت عليه. تقدَّمت بخُطى ثابتة نحو الجندي الذي كان يقف بالقرب من المرحاض ينتظرها. مدَّت له يدها وهي تقول:
– خذني حيث تشاء!
أما كارولين فقد كانت في حيرة من أمرها ، فهي تعلم أن ما كتبته لنرجس لم يكن سوى تخدير لمشاعرها المشتعلة ، وحزنها الذي رأته. فما كان أمامها سوى كتابة ذلك، ولكنها تعلم جيدًا أن كل خطوة سوف تخطوها نحو كشف ماريا والسيدة انسولين هي مخاطرة كبيرة. بين الحيرة والتفكير نهضَّت لتعد لنفسها قدحًا من القهوة، ثم عادَت لتتوسط اريكتها بذهنٍ شارد. كانت تعبث بفكرها علها تجد سبيلًا لحل هذه المُعضلة.
كانت تجوب ساحة شقتها، تجلس هنا، وتستلقي هناك، تأخذ شي ما تحركه بشكل لا إرادي، حتى ومضَّت لها فكرة، حين خطفَّت هاتفها وطلبت ماريا، لترد ماريا :
– هل قلتي لها ما اتفقنا عليه ؟
– نعم بالطبع، ولكن أريد رؤيتك إن كان ذلك ممكنًا!
– لا مشكلة يمكننا أن نلتقي في أي وقت، ولكن كما أخبرتك ، لو قلتيه لأي شخص سوف تكون نهايتك!
سكتت كارولين لحظة ثم قالت وهي تبتلع ريقها:
– لا، هو لقاء عادي. لدي بعض التساؤلات التي أريد التحدث بها معك.
– جيد. سوف انتظرك أمام متحف الجارد بعد ساعة من الآن.
اغلقّت نرجس المحادثة، ثم قفزَّت لتغادر الشقة، وقتئذٍ كانت تريد أن تفعل شيئًا آخر ولكنها خائفة. مع ذلك ذهبت بخُطّى واثقة لأحد الأشخاص الذين يقطنون بالقرب من منزلها، وكانت على معرفة به، ثم قالت بعد أن استقرَّت داخل متجره الخاص ببيع الأجهزة الإلكترونية:
– السيد دانيال، ما كُنتُ لاخبرك بهذا الأمر لولا أن شقَّ علي. صدقني حياتي صعبة وأريد منك أن تقدّم لي المشورة.
بالإضافة إلى ذلك يمكنك قراءة : قصة مكتوبة طويلة
حينها كان السيد دانيال يقوم بصيانة هاتف محمول، وما أن نظر إليها أدرك أنها في مِحنة، فهو يعرفها جيدًا، قال وهو ينهض من مقعده:
– تفضلي يا كارولين. أرى أنكِ لست على ما يرام!
انفجرت كارولين بالبكاء وهي تقول:
– هناك سيدة تريدني في عمل إجرامي ، وأنا لا أريد فعل ذلك، وإن رفضت فهي تهددني بصديقة عزيزة على قلبي بالسجن.
– ومن هذه السيدة:
– إنها سيدة مسنة، ولكنها شريرة للغاية، ليس في قلبها الرحمة. الآن لدي موعد معها وأريد تسجيل هذا اللقاء دون أن تشعر.
ضحك دانيال ثم اتبع يقول:
– هذا كل شيء ؟ انسي هذه المشكلة ، كل ما عليك فعله هو الذهاب إليها وسوف أقوم أنا بفعل ما يحب فعله.
وكأن حملا ثقيلًا هوى من على عاتقها لمكان سحيق. فحديث السيد دانيال بعث في نفسها الطمأنينة والهدوء. ولكنها لم تهتم بما سيفعله السيد دانيال ، فكل ما كانت مهتمة به هو أن تنقشع هذه السحابة السوداء عن حياتها. قالت وهي تغادر:
– أنا شاكرة وقوفك بجانبي ، ولن انسى لك هذا الجميل ما حِييّت.
– لا شئ يا ابنتي، والدك لديه افضال كثيرة لي، وجاء وقت سداد الدين. إذهبي وكل شي سيكون على ما يرام. فقط لا تجعليها تشعر بوجود شخص معك. كوني واثقة في حديثك معها. وتحدثي عن كل شي لكي نثبت براءة صديقتك.
– هذا ما سأفعله. شكرا لك.
غَادَرَتْ كارولين متجر السيد دانيال ، ثم أوقفَّت سيارة تاكسي قاصدة الموعد الذي سوف تضع فيه حدًا لكل ما يجري. كانت خائفة ولكنها تتظاهر بالقوة، تحاول اخفاء الكم الهائل من الحزن الذي ارتسم على وجنتيها. كما وأنها تخفي سِرَّ القوة التي امدَّها بها السيد دانيال.
ما أن نزلت من التاكسي حتى رأت سيارة بيضاء تقف بجانب المتحف، ادركت على الفور بانها ماريا، حينها توجهت مسرعة نحو ، في تلك اللحظة كانت تتظاهر بالبكاء والحزن الشديد ، وفي دواخلها خوف جعل كل أطرافها ترتعش من شدته.
