قصص وحكايات عربيه قصة جريمة مشروعة

قصص وحكايات عربية، سوف تجعلك تقرأ اسطر القصة، ثم تجلس وتحلل بقية الاحداث. هذه قصة خيالية شيقة، بها تشويق عالي، اخترناها من بين مجموعة من القصص والحكايات التي لدينا.

قصص وحكايات قصة جريمة مشروعة

القسم الأول

أقبلت السيدة لونا تهرول وعلى يدها قنينة عطر زجاجية ناصعةً، واستقرت جالسةً على مقعدها بالقرب من صديقتها مارفيل، ثم قالت وهي تمد لها القنينة :

– بهذا العطر سنصبح أثرياء يا مارفيل، الثراء يا مارفيل السيارات والذهب والماس والقصور، وكل هذا داخل هذه القنينة فقط، كيف بدت لكِ هذه القنينة الساحرة ؟

إرتبكت مارفيل قليلًا وجمعت قدميها أسفل مقعدها ثم وسعت عيناها وهي تقول بنبرة مترددة ووجه نابض بالدهشة:

– يبدو أن لونا لا زالت تحوم في مخيلتها تلك الفكرة الشيطانية، وتريدني مشاركتها مخاطرة كبيرة قد لا يكون هناك سبيلاً للنجاة منها، وبدلاً من الثراء ينتهي بنا الحال في غياهب السجون أو على سرير الإعدام .

لدينا مجموعة جميلة من : قصص عربية مفيدة

تنهدت لونا ثم أطلقت زفيراً، ثم خطفت صندوف سجائرها من على المنضدة، ثم سحبت سجارة وأشعلتها وقالت وسُحب رمادية من فمها تتطاير حولها، قبل أن تعود بظهرها خلف مقعدها:

-آسفة أعلم بأنكِ لا تحبين التدخين… صدقيني يا مارفيل هذه الفكرة لا تراودني وحدي، بل عددًا من الناس ممن أعرفهم يخطط لها أيضًا، يكفي أن طليقها حاول مرات ومرات تنفيذها. هذا طليقها يا مارفيل فما بالك نحن ؟

قصص وحكايات: قصة جريمة مشروعة القسم الثاني

كانتا تجلسان على أريكة تتوسط صالة الضيوف. كانت لونا سيدة في العقد الرابع من عمرها ذات طول فارع وعينين ضيقتين ووجه حاد وكأنه يخفي شر العالم. وقد كانت عرجاء ذات شعر أبيض قصير، يعلم القادم إلى منزلها بأنها سيدة مرتبة وتحب المقتنيات الخزفية. كانت شقتها شاسعة مزينة بالديكور.

أما مارفيل فقد كانت في منصف العقد الرابع من عمرها متوسطة الطول، ذات بشرة بيضاء وملامح جامدة، وتبدو على قسمات وجهها حزن عميق، وعيناها الواسعتين وكأنهن يخفين مأساة لازمتها طوال حياتها. لم تكن ترتدي أزياء ملفتة، بل يعلم الناظر لها بأنها تعاني ظروفًا قاسية وحياة بائسة.

أو يمكنك متابعة قراءة : قصص عربية مكتوبة

على الرغم من علاقة الصداقة الوطيدة التي جمعتها بالسيدة لولا إلا أن كل ملامحها وتعابير وجهها ترفض ما تحاول لونا إقناعها به، حين نكسَّت عن طرف أنفها وتململت في مكانها قليلاً وهي تسحب فستانها أسفل ركبتيها، وتعبث بفكرها وهي تبحث عن رد لطيف تحافظ به على استمرار علاقتها بها، وأن لا تخسر صداقتها التي دامت لسنوات. خاصة وأنها الوحيدة التي كانت تقف بجانبها في وقت الازمات. ثم قالت:

– هذا ليس سبب كي يفكر زوجها بهذه الخطوة الماكرة حتى لو كانت مغرورة أو لم تمنحه الحب الكافي. وإلا نستنتج بأن زواجه منها كان لهذا الغرض، وعندما فشل في الحصول عليه راودته هذه الفكرة. وهذا ما أردت أن أخبرك به لأنك تعلمين بأن علاقتي بالسيدة كورنيلا لیست مجرد صداقة، بل هي أعمق من ذلك و…..

قصص وحكايات: قصة جريمة مشروعة القسم الثالث

حينها إحمر وجه لونا وزادت ضربات قلبها وقد شاطت غضبًا في دواخلها إذاء ما قالته مارفيل، إلا أنها جاهدت في إخفاء غضبها واكتفت بسحق سيجارتها على المطفأة ثم أشعلت أخرى، ثم انحنت للأمام وضغطت على فخذ مارفيل بلطف، ثم أخرجت نفسا عميقًا بخيط سميك من من الدخان من فمها قبل أن ترد عليها ساخرة بوجه ارتسمت عليه ابتسامة ساخرة :

– يا له من أمر مضحك… أين كانت صديقتك يا مارفيل عندما حجزت الشرطة على منزلك وجعلتك تجولين أرجاء البلدة بحثًا عن مأوى ؟ أين كانت صديقتك هذه عند الحكم عليك بدفع مبلغ عشرة الف دولار؟ وماذا فعلت من أجلك؟ أليست هي التي لم تتفضل حتى برؤيتك في السجن أو حتى أن تتكرم بمساعدتك في حل الأزمة ؟ …..

قطع حديثها سقوط كرة بلاستيكية على رأس صديقتها مارفيل، بينما كان طفلها يلعب بها حولهن وقتئذٍ جفلَّت مارفيل وتبع ذلك شعور لونا بالحرج حينها قفزَّت عن مقعدها وهتفَّت توبخ ابنها:

– عيب يا جون، ألم أمنعك من اللعب في وجود الضيوف ؟

حينها اقترب طفلها منها وقال وهو يتمايل بجسده النحيل ويدفن يديه داخل جيبه :

أنت من قلتِ لي فعل ذلك في وجود الضيوف يا أمي.

حينها انقبض وجهها، وتورّد خجلا من حديثه البريئ ثم قالت بلهجة حملت التهرب والإنكار، وشبح ابتسامة صفراء تعلو ثغرها لتقول وهي تعيد له الكرة:

– عيب ياجون، لا تتعلم الكذب، هيا أذهب وألعب بعيدًا.

إعترافات بريئة أدلى بها طفل لم يتجاوز السادسة من

عمره، إلا أنها أوقعتها في حرج كبير، ولف حول عنقها حبال الحرج والتوتر، وحامت الشكوك في مخيلة صديقتها، حين وسعت عيناها وهي تنقل طرفها نحو الطفل تارة، ونحو أمه التي اهتزت أواصرها تارة آخرى، وهي تبحث في بحر الكلمات عبارة تعالج بها موقفها، كي تلطف الجو الذي افسدته كرة بلاستيكية لعينة.

قصص وحكايات: قصة جريمة مشروعة القسم الرابع

حينئذٍ عدلت ساعة يدها بعد أن إنصرف طفلها يتغنى بأناشيد المدرسة، ثم جلست وهي تشبك أصابعها تارة، وتعبث بأظافرها تارة أخرى، ثم مالت خُلسة نحو صديقتها وهمسّت لها في أذنها قائلة:

– إن ابني بعد أن سقط من السرير ليلة أمس صار يتخيل بعض الأشياء غير الحقيقية.

إلا أن نظرات عينيها كانت تكشف لصديقتها ذاك الشعور الذي تحارب الإخفائه حين قالت مارفيل بابتسامة مصطنعة جاهدت بها معالجة الموقف:

– الأطفال متعبون وكثيرًا ما يقولون مثل هذه الأشياء ولكن يجب أن تنتبهي له في المرة القادمة حتى لا يصيبه الأذى، وشيء آخر فإن هناك دعامات توضع جانب الأطفال كي تمنع سقوطهم أثناء النوم.

كانت مارفيل تعلم بأن الأطفال لا يكذبون، ولكن خبرتها في التعامل مع صديقتها جعلتها أكثر دراية بتصرفاتها، ولسان حالها يقول:

– أعلم بأنك كاذبة يا لونا، ولكن كي أحافظ على أطر العلاقة ولكونك صديقتي الوحيدة في بلدة سادوني فيجب تجاهل بعض حماقاتك.

منذ أن قدمت مارفيل وزوجها للإقامة في سادوني لم تجد سوى عدد من الصديقات اللائي كن معها طوال الوقت، وزاد تقربها من لونا عندما كانت تحارب ضد ظروفها القاسية بعد وفاة زوجها ووجدت نفسها وحيدة أمام سيل من الهموم والمصاعب، حتى وصل بها الحال بين جدران السجن. كانت لونا في تلك اللحظة تساندها وتمد لها يد العون والدعم النفسي، هذا ما جعلها أكثر صديقاتها قربًا لها.

اشعلت لونا سيجارة آخرى ثم تنحنحت وهي تنحني للأمام قبل أن تقول:

– دعينا في الأمر المهم، كم تبقى لكي من وقت لدفع مبلغ الرهن ؟

– لم يتبقى سوى ثلاث أيام، ومع ذلك تحوم حولي حالة من الضيق واحساس بالعجز. مات وتركني وسط الهموم، وهذا لأنه كان فوضويًا وغير مبال، ليتني بقيت في السجن ولم أطلب منهم الإفراج عني للدفع.

– لا، لا، لن تذهبي للسجن هذه المرة، أنا معك يا حبيبتي رغم علمي بأن امكانياتي المادية لا تسمح بذلك، إلا أن الفكرة التي قلتها لكي هي الحل الأمثل لنخرج من مشاكلنا جمة، فالسيدة كورنيلا ليست من بلدة سادوني وليست لها أي معارف أو أصدقاء، فهذا سيجعل تنفيذ المهمة أمر سهل للغاية.

قالتها بعد أن نهضت من مقعدها وجلست تحيطها بزراعيها وتمشط شعرها بأصابعها، بينما كانت مارفيل غارقة في وحل عميق، وقد شابت دواخلها وعجزت عن قول أي شيء، فهذا الحضن الدافئ يكاد يكسر عنادها ومحاولتها في التجديف لبر آمن من مكر السيدة لونا، وليس هذا وحسب بل ظلت تردد في

مخيلتها:

– إلى أين ستذهب بي رحلة الصداقة معك يا مارفيل. أنتِ تعلمين حاجتي للمال وضعفي تجاه نفسي في مجابهة سور السجن، وعجزي في البعد عنك، ياربي أنر طريقي وجنبني الضلال وخذ بيدي.

ثم تطبع لونا قبلة دافئة على خديها وتمسح عنها دمعاتها التي توسطت خديها المتوردتين، وعندما شعرت مارفيل بصديقتها تحتضنها بقوة وتقبلها حينها جفلت وحملقت في وجهها بنظرات حملت الشك، وقد بدر في ذهنها فكر سيئ عن صديقتها، وشعرت وكأنها المرة الأولى التي تعرفها، إلا أن لونا نفّت شعورها عندما قالت بحزم:

– أنا لست مثل هذا النوع من السيدات، ولا يجب أن تفكري في ذلك مطلقًا، هو شعور شعرت به وطبعت قبلتي على خديك لكونك صديقتي التي أحبها ليس إلا.

قصص وحكايات: قصة جريمة مشروعة القسم الخامس

ذابت مارفيل في بحر كلماتها وتلعثم لسانها، وجعلت تفرك شعر رأسها تارة، وتتلفت هنا وهناك تارة أخرى، ثم قالت بصوت باهت ونظرة خائفة

– هل سنقتلها ؟

حينها خطفت لونا الكلمة من لسانها لترد مباغتة وهي تلاحم جسدها المرتعش لتقول وهي تشير لقنينة العطر:

– بهذا العطر فقط، ومفعوله قوي جدًا، وعند تشريح الجثة ستكون النتيحة موت طبيعي.

شهقت مارفيل وابتعدت عنها وهي تشبك أصابعها ثم قالت بصوت متهدج:

– لنفرض أن الأمر تم كشفه ؟

ردّت لونا مندفعة نحوها وترتسم على وجهها امارات الخبث والدهاء، كانت تلك اللحظة التي جعلت مارفيل تتأكد من أن صديقتها معتادة على فعل ذلك، وقد خامرها شعور غريب و احساس مشتت، وبدر في ذهنها سؤال وقتي ولكنها خشيت أن تسألها، هنا ماتت العلاقة التي بينهن دون أن تعرف لونا، فقد كانت مارفيل تتخذ لونا مثلاً أعلى لها لكونها حصلت على فرصة كافية للتعليم ومارست مهن عِدّة، إلا أن هذا الموقف جعلها تستعيد حساباتها وتفكر ألف مرة في موقف العلاقة التي بينهن، بعد صمت للحظات صبت لنفسها كوبا من الماء ثم قالت :

– ولكن بعد موتها ستحتفظ الشرطة بثروتها ولن ننال منه شيء، ويذهب عملنا هباءً.

– من قال لك ؟ بعد أن تستنشق هذا العطر ستفقد الوعي لمدة ربع ساعة قبل أن تموت، في تلك اللحظة سنجعلها تبصم على شهادات البيع بتواريخ قديمة فالشرطة تعلم بأن السيدة كورنيلا ليست متعلمة وهي تستخدم البصمة والختم الخاص بها في جميع تعاملاتها، و…..

قصص وحكايات: قصة جريمة مشروعة القسم السادس

شردت مارفيل بمخيلتها وصور لها خيالها الخصب ما يحدث أمام عينيها وجعلت تتصور كل خطوة ذكرتها لونا، حينئذٍ قاطعت حديثها متسائلة:

– ولكن كيف سنجد الختم الخاص بها ؟ وكذلك ماذا سنكتب في عقود البيع ؟

انتفضت لونا من مكانها وذهبت عدة خطوات واستقرت عند الدرج القابع في زاوية الصالة ثم سحبت ثلاث أوراق وجاءت بهن لتضعها أمامها وهي تقول:

– كل شيء جاهز، هذا عقد بيع القصر الخاص بها، وهذا عقد بيع خاتم دياموند بلو الماسي هل تعرفين كم يبلغ سعره ؟

تفرست مارفيل في وجهها ويدها إسفل ذقنها، وبدت عليها آمارات التعجب، وكأنها تشاهد فيلمًا سينمائيًا، حينها هزَّت رأسها دون أن تنطق ببنت شفَّة، ثم أضافت لونا تقول بعد أن وضعت الورقة على المنضدة الزجاجية عشرة مليون دولار يا مارفيل، تخيلي معي ماذا سيفعل لنا هذا المبلغ إن كان بحوزتنا سنكون ثريات وستضحك لنا الدنيا مجددًا، ونغادر للعيش في أي دولة أخرى نشتري قصرًا فيها ونبدأ حياة جديدة.

– يا له من عرض مغري يا لونا، وماذا على أن أفعل إذن؟

سكتت لونا بُرهة ثم سحقت سجيارتها الرابعة لتقول وهي تخفض صوتها وتحرَّك عدسات عينيها بحالة من الهلع والفرحة العارمة ثم اتبعت :

– لا شيء، لا شيء، فقط وجودك معي عند تنفيذ الخُطَّة وستكون برفقتنا صديقتنا كوليت.

مالت مارفيل نحوها وهي تعقد حاجبيها لتقول في دهشة وتعجب وهل كوليت أيضًا على علم بما يحدث؟

حينها نهصت لونا وهي تضحك وتهتز بجسدها ثم قالت:

– لقد أخبرتك بأنه لست أنا فقط من يفكر في هذه الفكرة، وإذا حللنا الأمر بعقل ومطنق، لهم الحق في التفكير في ذلك، لأن كورنيلا سيدة غريبة في سادوني وكذلك لا يعلم أي منا كيف حصلت على كل هذه الثروة في غمضة عين، وبالإضافة إلى ذلك إنها مغرورة ومتكبرة، فهذا جعلها صيد سهل.

– متى يوم التنفيذ؟

– اليوم يا مارفيل في تمام التاسعة ليلاً.

هل ستنجح خطة لونا ؟ وماذا سيحدث ؟