قصص وحكايات مكتوبة قصة خطة بديلة الفصل الخامس
>قصص وحكايات مكتوبة ، سوف نبحر في عالم قصص الغموض والتشويق ، سنقرأ فصل جديد فيه سنجد حلا للغز أم لا لا ندري، ولكنه فصل به الكثير من المفاجآت ، في موقعنا الكثير من قصص وحكايات مكتوبة…
قصص وحكايات مكتوبة قصة خطة بديلة الفصل الخامس
وَسَطٌ رِكَّام المعاناة والآلام فاقَّت نرجس لتجد بجانبها صديقة الْعُمَرَ كارولين وهي تستلقي بجانبها على سرير نومها الذي أعدَّتهُ كارولين، في الوقت الذي كانت فيه نرجس فاقدة للوعي. ما أن فاقت ووجدت كارولين بجانبها ، انتابها شعور الإخوة الحقيقية. عانقتها وهي نائمة، ثم قبَّلت رأسها، وقتها فاقَّت كارولين وهي تقول بصوتٍ فاترَّ:
– هل لي بسؤال يا نرجس؟
تبسمَّت نرجس ابتسامةً باهتة لا تصف أي شئ سوى الألم الذي تشعر به، ثم اردفَّت تقول:
– أنتِ يمكنك أن تسألي أي سؤال!
عانقتها كارولين وهي تقول مازحةً:
– كم كيلو من اللحم تأكلين في اليوم؟
تعجبَّت فعدلت جلستها قبل أن تقول بوجه مبتسم:
– لما هذا السؤال. هل عُدنا لعدم الجدية مجددًا.
– بل هو سؤال أريد الإجابة عليه الآن!
العلاقة التي دامت لسنين، جعلَّت نرجس تفهم ما تفكر به كارولين ، لذا تبسمت وقالت:
– أكل اللحم ولكن مرة أو اِثْنَينِ في الْأُسْبُوعَ لماذا السُّؤَالَ
انفجرت كارولين ضاحكة وَهِيَ تقول :
– كُنْتِي ثقيلة جدًا عندما ادخلتك إلى الغُرفةَ!
ضحكَّت نرجس ، ولكن لم تكن ضحكتها كتلك التي عهدتها، ثم قالت باكيةً وهي تعانق كارولين:
– ماريا ماتت يا كارو. ونحن من قتلها !
تلك اللحظة كانت من اللحظات التي تبين لنا حقيقة العقل البشري وجنونهُ. تلك اللحظة هي اللحظة التي فاقت نرجس من الغيبوبة وفاق ضميرها أيضًا. لوهلة اصفر وجه كارولين و لم تكن تعلم ما ستفعله، هل تعانقها وتبكي، أم تتظاهر بالثبات و القوة، بيد أن هشاشَّة دواخلها واضحة من حدقات عينيها.
– دعينا نفكر في صغارها، وكيف ستكون حياتهم. نحن فعلنا شئ في غاية البشاعة. الآن لا ندري إن كانت الشقة هي السبب في كل هذا أم لا. لأن ما اخبرتيني به بخصوص السُلَّم الذي وجدتيه، بالإضافة إلى الرجل الذي كان معنا وهرَّب هو شئ يبين لنا بأن هذه الشِّقَّةَ غير عادية.
لا تنسى قراءة هذا الفصل : قصص قبل النوم طويلة مكتوبة
القَّت نرجس نظرّة خاطفة على ساعة الحائط ، لتجدها قد اعلنت الخامسة صباحًا. رغم الآلام التي مرَّت بها خلال الساعات الماضية ، إلا أن وجود كارولين بقربها وكذلك سماعها صوت زغزغة العصافير ، ونسمات الفجر التي تسللت عبر النافذة ، جعلها تشعر بهدوء ودفئ. في الوقت نفسه كانت لا تعلم ماذا ستفعل، وشريط الذكريات الذي لم يتوقف مُنْذُ أن مَاتَتْ ماريا.
كانت تتخيل شكل صغارها وكيف سيعيشون، خَاصَّةً وأن زوج ماريا كان مُقعدَّ بعد الحادث الذي تعرض له. و تتصور كيف سيعيش طفل في سن الرابعة من عمره، وطفلة في سن التاسعة من عمرها دون أن ترى والدتها إلى الأبد. هذا ما كان يوجع قلبها عن كل ما حدَّث، فما كان الأمر سهلًا قطَّ، مع ذلك لا تجدّ لنفسها مخرجًا إن إنكشف ما حدث.
– سوف أعدّ لنا القهوة. هل تفضلين الْقَهْوَةَ أم الشاي في الصباح!
قالتها كارولين وهي تنهضَّ من السرير قاصدة المطبخ. حينها قالت نرجس بصوتٍ فاتر وذِهن شارّد:
– القهوة، لِأَنِّيٍّ أشعر بصُدَّاع رهيب !
ما أن غادرَّت كارولين الغُرفة وقبل أن تبلغ المطبخ، حينها قالت نرجس:
– لم تخبريني ، كيف عُدَّتي للمنزل ووجدتيني ملقاة على الأرض؟
أجابت كارولين بينما كانت تصُبَّ الماء على آلة القهوة:
– لا شئ. اتصلت بكِ عِدَّة مرات، وعندما لم تجيبي خُوفت أن يكون قد اصابك مكروه، لهذا أَخَذَتْ تاكسي وعُدَّت.
بعد بُرّهة عادَّت كارولين ثم وضعَّت كُوبٌ الْقَهْوَةَ بجانب الاباجورة الملاصقة للسرير بجانب نرجس، ثم توجهَّت نحو مكانها ووضعت كوبها بجانب الأباجورة، حينها قالت نرجس:
– يجب أن أعود إلى المنزل، صغاري لا يعرفون اَيْنَ أنا، حتى زوجي اِتَّصَلَ بي عدَّة مرَّات ولم أجبهُ، لهذا يجب أن نذهب!
– نذهب قبل أن نُفكَّر فيما سنفعله في الأيام المُقبلة؟
– وما عسانا أن نفعل يا كارولين؟ ليس أمامنا شئ سوى مواصلة ما كُنَّا نريد فعله، وإذا طُلِب منا الحضور في التحقيق ، قولي أننا كنا معها وغادرَّت، ومُنذَّ ذلك الوقت لا نعرف عنها شئ.
أو يمكنك قراءة: قصه قبل النوم جديده
مرّت لحظات بينهن وهُنَّ في مواجهةٍ مع واقع قد يغير حياتهن القادمة. رغم صعوبة المِحنة التي كانتا فيها إلا أن نرجس ما زالت تُصِرّ على مُواصلة العمل من أجل الإطاحة بالعُمدّة. هو ما جعل كارولين تتعجّب، فلم تكُنَّ تعلم أن نرجس بهذه القوة والقسوة، خَاصَّةً وأن دم ماريا لم يبرد بعد.
لاحظَّت ذلك نرجس في نظرات كارولين التي اصبحت أكثر حذرًا منها، وقد مات الحماس الذي كانت فيه مُنذَّ انطلاق الفكرة، ولكنها تخشى البوح بذلك، فهي ما عادَّت ترى في ذلك نفعًا، خَاصَّةً وأنها باتت خائفة من الرجل الذي كان معهُنَّ في لحظة حديثهُن عن الفكرة التي تزعمان فعلها.
هبّت كارولين واقفة، وبدا على وجهها علامات عدم الرضا بما قالته نرجس ، ثم حملَّت حقيبتها على كتفها وقالت:
– يجب أن اذهب، لأنه وقت خروج والدي للعمل، ويجب أن أعُدَّ له وجبة الإفطار. كما أنني أرى أن تخرُجي من هذا المنزل ولا تعودي إليه أبدًا. ويُفضّل لو بحثتي عن من يشتريه.
بعد أن غادرَّت كارولين لم تلبث نرجس سوى لحظات حتى غادرت واغلقَّت باب شقتها، في تلك اللحظة أرادت أن تلقي نظرة أخيرة للجوال الذي به جثة ماريا على السطح ، وكأنها تريد أن تودعه الوداع الأخير. ولكنها لم تكن تعلم بأنها ستجد اُكْثُرْ الأشياء غرابة في حياتها، والتي من الممكن أن تجعلها تتنازل عن فكرتها التي تحاول القيام بها.
الإصرار الذي نشعر به في بعض اللحظات ، قد يكون هو الطريق الذي يحاول أن يأخذنا إليه عنوة واقتدارًا، ونسير بخطى ثابتة ثم
يتبين لنا في آخر المطاف أنه متاهة من متاهات الزمن.
سوف نلتقي في الفصل القادم ، أتمنى أن تكون القصة قد نالت رضاكم. تجدون في موقعنا العديد من قصص وحكايات مكتوبة